قصة طفل معدم يصبح رجل أعمال

تبدأ القصة من اليوم الخامس للعام الدراسي لعام 1971 عندما دخل مدير المدرسة إلى الصف وأخرج أحد الطلاب وأسمه عمر وأقتاده إلى غرفة الإدارة فوجد والده يصرخ ويقول للمدير هذا أبني وعندي سبعة أولاد بالبيت غيره وهو الولد البكر لا أريد له المدرسة لأنها لا تفيدنا يشيىء وأريد تعليمه صنعة ليجلب لى مايساعدني في تربية أخواته حتى لو كان قليل ولو بربطة خبز لا أريد له هذه المدرسة لعدم إستطاعتي وقد خالفني وهرب من عند معلمه ( حيث كان يعمل أثناء العطلة الصيفية عند مصلح دواليب السيارات أي اصلاح البشرة وإجرته اليومية تكفي لشراء ربطة خبز ) وترك عمرحقيبة المدرسة وذهب الوالد والطفل عمر خارج المدرسة وهو يبكي بصمت والدموع تسيل من عيونه دون أن تسمع له صوت (فقد كان يبكي بكاء الرجال وليس بيده حيلة ) والد الطفل فقير جداً وأمي فقد دفعه الفقر والجهل لهذا التصرف ,
عاد الطفل مجبراً إلى العمل وحكى قصته للمعلم صاحب محل إصلاح البنشرة لتبرير غيابه أربعة أيام , وطيب المعلم خاطر الطفل وقال له سوف أعطيك إجرة الأسبوع كاملة وعندما عاد عمر من العمل إلى منزله وجد حقيبة المدرسة بالمنزل حيث جاء بالحقيبة أحد زملاء الطفل بالصف وكان مسكنه بجوار البيت عمر ففرح كثيراً لعودة كتبه وأقلامه إليه ,
وبعد مرور اسبوعين فررت إدارة المدرسة وبعد الأطلاع على أوضاع عمر من الناحية الدراسية والسوك والناحية المادية قررت مراجعة أهله وخاصة والده ومساعدة الطفل في كل لوازم المدرسة وتأمين القرطاسية والدفاتر والكتب وفعلاً تم زيارة أهل الطفل عمر وتم إقناع الوالد بعودة عمر للمدرسة .
فرح عمر جداً بعودته للمدرسة وذهب إلى معلمه (مصلح البنشرة ) بعد الأنصراف من المدرسة وحدثه بما جرى فسر منه وطلب أن يأتي في أيام العطل أو إن يستطيع في أي يوم بعد الإنصراف من المدرسة نظراً لنشاطه وأمانته أثناء العمل وقد استحب عمر ذلك وبعد موافقة والدته ووالده استمر الحال هكذا لنهاية العام الدراسي وكان عمر يهتم ويجتهد ويدرس ولم يقصر أبداً وقد نجح برتيب جيد ايضاً . وفي بداية العام القادم وكان عمر قد تمكن من توفير مبلغ من المال من عمله المسائي ومنزل الوالد بيت عربي بين البساتين وقريب من مطحنة حبوب ومن مراقبة و مشاهدة أن الطيور والعصافير أسراب كثيرة تسكن بجوار هذه المحنة نظراً لوجود حبوب كثيرة ترمى على الأرض أثناء التحمبل والتنزيل فراودته فكرة أن يربي دجاج ويصنع مدجنة دواجن بالبيت العربي نظراً لوجود غرفة غير مسقوفة أي ( قن للدجاج كبير نسبياً ) طرح الفكرة إلى أمه أولاً فأعجبتها وقالت أن الدجاج يفيد في أكل نفايات الطعام وبقايا الخبز الذي يرميه العمال والعتالة العاملين في الطاحون وهي بجوار بيتنا ويمكن الأستفادة من كناسة المطحنة أيضاً . كما أن والدك موظف وبنهتي دوامه بعد الظهر يومياً ويستطيع مساعدتك نتأمين الطعام للفراخ وهكذا تم شراء عدة (صيصان أو أصواص وهم جمع صوص ) وتم تربيتهم بالمنزل وعندما كبروا ظهر منهم دجاج ومنهم ديوك والبعض منهم أصبح يبيض ويرقض فوق اليض ( ما يقال عنه قرقة ) وهكذا حل الخير علينا في اللحم والبيض وأحياناً نبيع من البيض لشراء العلف والحبوب للدجاج وهكذا أصبح والد عمر مشغول كل الوقت وأبنه يدرس ويعمل ورزق والد عمر على مر السنين بثلاث أولاد أخرين و زاد نشاط عمر في مرحلة البكلوريا وتفوق في دراسته ودخل كلية الهندسة المدنية وتخرج منها وأصبح من رجال الأعمال كل ذلك يعود إلى صبره ومساعدة الدرسين وحسن رعاية أبويه كما أن حسن تفكيره وتدبره ساعد والده في تعليم ثلاث من أخوته أحدهم درس تجارة وأفتصاد وأختهم الصغرى تخرجت ماجستير بالأدب العربي وبقية الأخوة في تجارة الأخشاب ومواد البناء والبقية متزوجين وعندهم أولاد وتستمر الحياة بالصبر والإجتهاد بالعمل وهكذا دواليك - بقلم عدنان أحمد زبديني - سوريا دمشق - القصة واقعية وجميع أعضاءها عى قيد الحياة والسلام عليكم