"مجمع الاضداد"، دراسة تناولت سيرة وشعر وأعمال الشاعر العراقي محمد مهدي
جواهري، وتتباين مكانته في تاريخ الشعر العربي المعاصر. الكتاب من تأليف
الدكتور سليمان جبران، وقد صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
هو من اعظم شعراء العصر، والشاعر الأكبر في النصف الثاني من القرن العشرين، كوكب الشعر المحلق في سماء الفن والادب والتاريخ.
اعظم الشعراء من تستطيع ان ترسم صورة لمسيرته الشعرية، ونضاله للوطن، وحياته المعذبة، المشردة، وان تؤرخ لأمته من قصيدة.
والشاعر الكبير هو من ثرى عصره من خلال قوافيه في صعوده وهبوطه.وهكذا نرى
المؤلف والباحث الدكتور سليمان جبران، قد استطاع بعلمه وقدراته الادبية ان
يمتلك هذه المواصفات ويمشي بها الى شاطئ الفكر والشعر والادب من خلال ما
ملكت يداه من ابداعهات وتجليات في البحث عن عوالم الجواهري الشاعر الثائر
وبوصفه فهوما، وبوصفه التعبير الاسمى عن الهوية الشعرية لاسيما المجددون
شعريا.
وقد بدا لنا عبر صفحات هذا الكتاب العلمي والمنهجي في "ان الجواهري لم يكن
شاعرا محافظا، بل كان شاعرا ثوريا بكل ما في (الثورة الشعرية) من معنى".
وكان الجواهري في صراع دائم مع اعدائه في الفكر ولو انه كان سجالهم في معظم الاحيان على بساط واحد.
صورة المشهد الشعري بعد رحيل شاعر العصر محمد مهدي الجواهري وعلى ما يبدو وللنقاد انه قد "ختم" بشعر الجوهري.
هكذا يبدو الشعر العربي اليوم في صورته القائمة في ذاتها.
صورة، بل قل صورا شعرية لنتحرك عبر ابراج من زجاج او العاج.
صورا شعرية يرفض اصحابها بدخول اية نسمة شعرية تجيء من اي فضاء للشعر خارج اللغة العربية.
كتاب الدكتور سليمان جبران يذكرنا ببدايات النقد العربي حتى الاربعينات من
هذا القرن وفي تلك الحقبة لم ينظر الى الشعر العربي في اطار الشعر الكوني
او التجربة الشعرية الانسانية الشمولية.
حتى ولو كانت الجماهيرية هي ترجمته الحديثة للجماعية وبالتالي لو كانت مرتبطة جوهريا بتراث وقيّم الامم وتقاليدها بآمالها والامها.
محمد مهدي الجواهري القادم من الشعر العربي كله فهو عصور الشعر ومفرداته
القديمة والحديثة وسواء في حبه للحرية وفخره بتراثه، ورثائه وغزله، انه
الاكبر في امارة الشعر.
الجواهري (ولد في القرن التاسع عشر) في القرن العشرين وكان يتحضر للقفز الى
القرن الواحد والعشرين بتوهج وتألق وهمة اين منها صلف الشباب.
الجواهري او "ابي فرات" كان محبا ومحاربا ولا يعرفها الا المقربين منه:
خلقت غاشيته الخنوع ورائي
واتيت اقيس جمرة الشهداء
وعندما بلغ الرابعة والثمانين قال:
ماذا على تسعين بفوزها
ست ويطبق بعدها العدم
وكان الجواهري مقبلا على الحياة ومنحازا للمحرومين، يبكي الامم، ويثور
لاوجاعهم ويحمل الرايات الاولى في مسيرات اعتصامهم ضد تجار الالام.
وكان حبه للحياة لا يعادله الا حبه التمييز في كل شيء حتى في الموت.
اشهر اقواله:"والله لتمنيت ان تصيبني رصاصة واموت ليقال مات الجواهري محمولا على رؤوس الرجال".
ربيع 1971 انشد:
لقد اسرى بي الاجل
وطول مسيرة ملل
وطول مسيرة من دون
غاوي مطمع خجل
شغل ديوانه ثمانية مجلدات كبار تضم قرابة الفي ونصف من الابيات هي ابدع ما عرفت العربية في تاريخها الادبي.
لقد تمايزت اعمال الجواهري الشعرية انفاقا ومشاعر وهموما.
الجواهري (ولد عام 1900) ليقول في قصيدته سينية نظمها عام 1345ه: 1924 م:
طبقت شهري البلاد وما
جاوز عمري عشر وسبعا وخمسا
وربيع 1950 ذهب الى امه ليستودعها
حججت اليك والدنيا تلاقي
عليك بكل قاصمة عقام
وفي براغ 1968:
عشرون طالت حيث مرت قبلها
خمسون وهي قصيرة الارقام
كان الجواهري شاعر العصر دون منازع وشغلت مصر مساحة واسعة من ابداعه.
استخدم الجواهري الفكاهة والنقد اللاذع في حث الشعوب على الثورة في اوزان سهلة الحفظ.
وهو انساني النزعة لم يقف بابداعه عند الحدود الوطنية، وانما اتسع شعره لكل البشر.
أطل على الكون من محل ولم ير غير الانسان يألم لتعاسته وشقائه، ويدعو الى وئامه وتآخيه:
انا شاعر يبقي الوفاق موحد
بين الشعوب سبيله الارشاد
ما الغرس والاعراب الا كفتا
عدل والاتراك والاكراد
الجواهري شاعر كلاسيكي طويل النفس في قصائده واغلبها تتجاوز الواحدة منها
المئة وخمسين بيتا ويبلغ بعضها المئتين. دون خلل باتفاقية او احتراز
بالموسيقى.
وامتلك الجواهري شاعرية متدفقة تتصدر عن نبع لشر يفديها معجم لغوي مترامي الاطراف.
الأربعاء يونيو 18, 2014 9:56 pm من طرف جنرال
» 54546464612
الخميس يونيو 07, 2012 8:52 pm من طرف جنرال
» بيت شعر عن الغربة
الخميس مايو 24, 2012 8:11 pm من طرف جنرال
» خبر عاجل: قوات الاحتلال تقتحم قرية زبوبا
الخميس فبراير 16, 2012 6:45 pm من طرف جنرال
» حواجز عسكرية يومية على مدخل زبوبا والإحتلال يتذرع حجارة تسقط على جدار الفصل
الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 2:06 pm من طرف جنرال
» ياما نصحتك
الجمعة ديسمبر 02, 2011 5:17 pm من طرف جنرال
» نفسي أحقــد عليه
الجمعة ديسمبر 02, 2011 5:15 pm من طرف جنرال
» حبي يجري في دمك
الجمعة ديسمبر 02, 2011 5:13 pm من طرف جنرال
» حبي يجري في دمك
الجمعة ديسمبر 02, 2011 4:57 pm من طرف جنرال
» اطلاق صواريخ من لبنان على اسرائيل ولا جرحى
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 11:40 am من طرف جنرال
» أوباما يعقد اجتماعاً مغلقاً مع عباس في نيويورك مساء اليوم
الأربعاء سبتمبر 21, 2011 10:33 am من طرف جنرال
» علاج فروة الرأس الجافة
الأربعاء سبتمبر 21, 2011 9:54 am من طرف جنرال
» تأييد دولي لمنح فلسطين العضوية الكاملة
الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 2:44 pm من طرف جنرال
» مسيرات فلسطينية الاربعاء تأييدا للتوجه الى الامم المتحدة
الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 2:43 pm من طرف جنرال
» إسرائيل: لا غالبيّة في مجلس الأمن لقيام دولة فلسطينية
الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 2:36 pm من طرف جنرال
» عباس يتوقع أوقاتاً صعبة بعد تقديم طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة
الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 2:32 pm من طرف جنرال
» لعبة جنرال
الإثنين سبتمبر 19, 2011 12:39 pm من طرف جنرال
» أغرب صلاة للعصر بأميركا تثير جدالا على «يوتيوب»… فيديو
السبت سبتمبر 10, 2011 4:04 pm من طرف جنرال
» تفاصيل تهريب دبلوماسيى السفارة الإسرائيلية :القوات الخاصة المصرية تمكنت من تحريرهم قبل وصول المتظاهرين إليهم وتم إنقذاهم بأعجوبة
السبت سبتمبر 10, 2011 4:02 pm من طرف جنرال
» فيديو..سيدة مصرية: مبارك من الاشراف وينتسب للرسول محمد
السبت سبتمبر 10, 2011 3:58 pm من طرف جنرال